Some students will change the world

الجمعة، 26 يوليو 2019

حزني الملكوم


صديقي اللاوجودي.. أعلم أنك سئمتني، وسئمت رسائلي التي ربما قد رأيتها، كيف؟! لا أعلم، لكن ربما في العالم الآخر حيث المحبة والمودة، والقلوب التي ما زالت تشعر.. الآن الآن لا أعلم ما أقول!.. ربما أنت تعرف، لكن يدي شحيحة وقلمي أشد، وفمي عاجز عن النطق.. لن أقول لك كعادتي أن: الدنيا ضيقة جداً رغم اتساعها، وكأن أحزاني تملأها وقلمي يغطس بها... فقد مللت تلك الأحاديث التي لن تغير شيئًا، الواقع مؤلم أنت تعلم، ولكن ما فائدة حديثي لك عنه؟! قسمات وجهي كافية لتعبر عنه!.. لكن هناك سؤال يتردد على مسامعي!.. ما فائدة الكتابة لك؟!.. هي لن تغير شيئًا.. فلم اكتب؟! ربما شدة الحزن التي قد تجعلك متقوقعًا على ذاتك، أو قد تجعلك راغبًا في الحديث مع أي شخص، لمجرد أن تجد أحداً يشاركك أحزانك ويشعر بك.. لقد فعلتُ أشياءً أمقتها، وأبسط مثال أني أكتب لك، أنا أكره كتابة الرسائل.. خصيصاً تلك التي لن يراها أحد، بالرغم من يقيني أنك تراها.. كيف هذا؟... لا أعلم، لكن فيض من الشعور المتناقض يحوم حولي.. أتعلم.. أحياناً يا صديقي أظن أن بداخلي نقطة بيضاء رغم كل ما بي وكل ذنوبي، المرء ولو بلغت مساوئه القمة، بالتأكيد يملك شيئاً حلوًا، يجعله ينظر لنفسه ببصيص من الفخر "لستُ سيئًا إلى هذا الحد".. لكني أنا ناقمٌ، لا أريد نقطة واحدة وحسب، أريد شلالًا سخياً.. ولكن كيف؟!.. أنا أملك شلالاً بالفعل لكنه ليس حلوًا.. حاولت الخروج والتعايش مع الآخرين، لكني نفرت فهربت إلى غرفتي.. العالم سيئ حد الموت، والنفوس لا تحمل إلا الضغينة حتى لأنفسها، قد تجد شخصاً يسير متعاركاً مع ذاته، يخلق من الحبة قبة، وشخصاً لسانه لا يحمل إلا النميمة حتى عن ومع أهل بيته، وآخراً مسكينًا حد الخبل جعلوه الناس أضحوكة، يسير وحوله الأطفال يقذفونه بالحجارة والناس تضحك من حوله ، حتى إذا ما سال دمه، تركوه وعادوا لأعمالهم إلا من يملك شلالًا سخياً من الرحمة، وهؤلاء قلة، يسيرون كالملائكة على أرض الرحمان وسط كومة من الشياطين... وكنت أنا لما أرى هذا، أركض لغرفتي وأنكمش، لئلا يظنوني مثله وأنال مثلما نال.. أتعلم.. أنا ضعيف حد الهلع يا صديقي، قد كنت بالماضي أملك قشرة صلبة، وداخلها هش، لكن الآن باطني كما ظاهري.. الحزن يُصهر المعدن يا صديقي.. قد كنت أوَّد الحديث في شيءٍ غير هذا، لكن أعذرني، فقد استحوذ الحزن عليَّ.. وحديثي مهما حاولت تغيير مجراه، لن يتغير.. وداعاً صديقي اللاوجودي الأبدي.. لتكن بسلام أبدي كهذا الذي أتمناه.                                                                                                     Rana Ahmed Shorrab

هناك تعليق واحد: