Some students will change the world

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

آمال وقف التنفيذ



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏سماء‏‏‏

-تعبنا ؟! سئمنا؟! أما والله تحرقت أجسادنا لرؤية سعادة تفرح بها النفس، وتمتلئ بالحبر، حتى ويكأنها من شدة نشوة الفرح يخيل إليها أنها تجلس على بساط في مكان حلو مخضر تعبقه أريج الورود والأشجار، ولكن ما تلبث أن تسهك ريح عاصفة عطنة فتحط من طيور براقة؛ فتدميها وتسقمها إلى أن تفنيها، فيأرج المرء منا أريج أم فقدت ولدها في ويلات حرب، فيولول على حظه المنكود ويتحسر. - يظل المرء ينتظر نفحة تعيد له صفاءه، فربما يعيد خلق طيور بهية، ويسبح مع بنات أفكاره في رسم صورة لحمامه كيف سيكون وسيغدو... ولكن هل ستدوم وستحيا الطيور؟! - لمسة من الأمل البراق طغت على وجه الإنسي، يجلس شاردًا مبتسمًا، تتقاذف الأفكار واحدة تلو الأخرى فيحير ما بين تمني هذا أم ذاك، يلطمه فجأة موج من هاجس الفقد، فيخاف أن تشاكسه عجلة فورتونا فيذهب ما يأمل أدراج الرياح. - يمحي الإنسي آمال ويحاول رسم آمال بسيطة قدر الإمكان، هو يخاف الفقد، يخاف أن يتحقق حلمه فيأتي مزركشًا بالمر لا بالحلو؛ فيتخلل الحزن مسام جلده ويجلس صامتًا كما الحجر. - يتحقق أمل من الآمال، فتتسارع دقات قلبه فرحةً، و يفترش الوجه ابتسامة وردية، ويخر ساجدًا حامدًا، فيشعر ويكأن الحظ قد حالفه وسيظل. - يعابثه أشخاص ويملون على عقله كلمات تفقده الثقة، حتى ليظن أنه غير آهل ومستحق لما ناله.. فلا يشعر بلذة الذي ناله، و يكأنه لم ينل شيئًا، فينزوي على نفسه مقرفصًا، يشكي إلى الليل أتعابه وآلامه، يحدث عقله الباطني عن أحلامه في سخرية مريرة، ثم ينام على دقات قلبه المتسارعة إثر القلق. - ينام ويحلم بالطفولة السعيدة: دحرجة الكرة، اللهو بالتراب، مشاكسة القطط، و الجري وراء الكلاب. ثم يستيقظ على غصة مريرة، ويحدث نفسه: لكم تمنينا ألا نكبر، فلا تكبر الهموم، و لا يعجف الظهر من كثرة الذنوب. - يصاب باكتئاب حاد، وينزوي مقرفصاً على نفسه في ركن الغرفة المظلم، يظن أنه كما اللاشيء، لا وجود له، وكذا آماله. -يبتسم في مرارة ويتذكر مقولة فحواها: الأمل كما شراب مذاقه لاذع بدايةً ومع الوقت يصبح حلواً، فمن لم يكن الصبر حليفهُ واكتفى برشفة، فلا يلومن إلا ذاته. ثم تتبدل بسمته بالإشراقة، فيزيل دموعه وفي عينيه لمعة براقة.


                                                           Rana Ahmed Shorrab

0 التعليقات:

إرسال تعليق