رفيقي... -أودُ
الحديث عن أحزانك، أنتَ حزين وأنا حزين والقلبُ للقلبِ صِلة؛ فلمَ لا نبدأُ
بالصِلة؟ فأوجِز بالذكريات وأنا سأوجز بالعبارات. رفيقي... -أرى كلّ يوم عيناك تتلألأ إذ طالعت وجهي وتنشرُ على محياكَ حُباً
وابتسامة، تتناثر الورود بيننا والعُهود ولكنّ جمال عيناكَ أخّاذُ؛ أوما لاحظت ذاك
قبلا؟ لقد لاحظتُه ولاحظتُ نظراتِك إلي في حياء. يا
غائباً... -يا صديقي
الغائب عُمري يقل وأيامي تمِل وها أنا هاوية نحو النهاية؛ فلمَ لست بجانبي كما
وعدتني؟ هل الحُزن السبب؟ أم للقلبِ غضب؟ أم استهليت بي فرحاً وأردفتني بُكاءً؟ وآسفاه!
ظننتُتك غيرهم تكسَبُ الحُروب وتعملُ للسلام. يا
غريباً... -أنت جميل
والأشياء الجميلة لا بُدّ أن تكون سعيدة؛ فما بالُ الحُزن يعتصرُ قلبك ويُوشك أن
يُفجر منك آفاتِ الكُسور، لا تحزن؛ فجمالُ عينيك لا يستحقُ الحُزن، رُغم أنك لم
تفِ بالوَعد ولكني في سبيل الوعود أغار. يا لائمي... -فيكَ سعادتي حتى وإن لُمتنى فالحُب هو رفع الكُلفة؛ فلا تتكلف معي
وعدني بأن تُصادقني دوماً كما عودتني، أنتَ اللوم والعِتاب والسعادة التي أجدُني
فيها أيا أنت مني وأنا منك لا تحزن أبداً حتى وإن كنتُ أنا الحزينة فلا تستحق
عيناك أن تبكي. يا خاطري... -يا من
جبَرت بخاطري دوماً؛ لا تُرهقني بِكثرة التذكارِ! أنتَ تفعلُ الجميل دوماً ولكن
تتركني والنوم يؤرقني ويُتعبني فتصحو الذكرياتُ على حين غفلة مني فلا أنام، أصحو
فقط لأذكرك وأذكُر الأيام حين كان آخر لقاء منا السَلام... والسَلام
على أهل السَلام!. أيا أنا... -وقعنا في الخسارة مرة أخرى كما اعتدنا وتعودنا؛ لم أعُد حزينة فحتى
الذكريات مؤنسة أحياناً! فأعدكَ أن لا أبكي وسأغدو قوية، لن أصدق من يقول لي أنتِ
الصديقة وأنا الحبيب؛ فسأذكرك وأذكر خسارتَنا معاَ فلا أبالي.
فاطمة
سامح