Some students will change the world

الجمعة، 21 يونيو 2019

أرقني حزنٌ



في البداية دعني أطرح عليك سؤالًا يا صديقي.. لقد بات يؤرقني.. إلى متى سأظل ضعيفاً ويظل الحزن يؤرقني؟! لقد بات الاكتئاب جزءًا من حياتي لا يتجزأ.. صارت كل حياتي سوداوية يكللها الضباب.. صديقي العزيز.. لا تحزن ولا تأسف عليَّ.. نعم كنت في الماضي قوياً مكللًا بالعزيمة.. لكني الآن مقصف الظهر.. متعب القلب، مهشم الصدر.. أصبحت يا صديقي مسخًا في تلك الحياة.. جسدي إن أزلت جلده، لرأيت سوادًا جامدًا بدلاً من سائل وردي يتحرك.. صديقي... هل لك أن تعطيني بعض وقتك و تفهمني؟! لقد غدت الأيام متشابهة، الوجوه كذلك، لا تأسف إذ رأيتك ولم أعرفك، حتى أنني لا أعلم لمن أكتب الآن!.. و من سيقرأ؟ لا يهم... لعلك تفهمني صديقي اللاوجودي.. أحيلت حياتي أبشع من الروتين.. أبكي ليل نهار، وقلبي لا يكف عن الأنين، أذني لا تسمع غير صوت البكاء، وصدى الصراخ يحوم حولي.. أصبحت أخشى كل شيء، إن سمعت صريرَ بابٍ ، أذعر وأنكمش على ذاتي.. أخاف أن أرى اكتئابًا يأتي من بعيد فأصاب هماً فوق همٍ.. صديقي.. أصبحت لا أميز بين الألوان، كل شيء أحيل إلى السواد.. الزهور كذلك.. يحدث إن تذكرت شيئًا ماضياً أراه أسودًا.. وكأن العالم ابتلعه نقطة سوداء.. أتعلم يا صديقي... تمنيت أن أكون رساماً.. فالرسام لم يخلق إلا ليجسد دواخل الإنسان.. أتعلم لو كنت رساماً لأصبحت مشهوراً بنسج آلامي.. أتعلم أني حاولت رسم نفسي: عينان حمروان كأنهما الدم، وجه أسود كأنه الحزن، وأنف مشوه يكاد يلامس الفم، وتجاعيد كتجاعيد الكون... هذه الصورة التي تنطبق عليّ.. أتراني مبالغٌ؟! صديقي.. الحزن يطبق على أنفاسي والاكتئاب يكبلني ويعيق حركتي.. حتى الدموع أصبحت خائنةً في بعض الأحيان، فعيناي تكاد تتحولان إلى الأبيض.. أتعلم يا صديقي، بداخلي بركان وضباب.. إن ثار وانفجر لماتت الناس.. فكيف أحتمله أنا؟.. وأنا مهشم ضعيف قاصم الظهر.. صديقي أود الموت.. فالكون يضيق بي، والأرض تدور مسرعة، والسماء سوداء حتى نجومها أحيلت إلى سواد، والسحب اندثرت.. ورائحة عفن حزني تحوم حولي وكأنها تخبرني أني كما اللاشيء لا أحد يشعر بي.. أتعلم يا صديقي ماذا فعل بي التعب؟ لقد لعق حيويتي كنمر لا يأبه لمثواي، لقد بدل زهرتي لشوك يسيل الدماء، أصبحت ذابلاً وقسمات الحزن بادية على وجهي. صديقي اللاوجودي.. لا فائدة من الكتابة لك، فرائحة الحزن المختلطة بالعفن تكاد تسرع هلاكي... أنا هالك لا محالة، لكني وددت لو أعرفك شيئًا مما يحدث لي علك تفهمني، لكن لا داعي للشفقة، فالهالكون ليسوا بحاجة إليها، فلن تعيد شيئًا، ولن تبدل الاسود بالأبيض. صديقي.. أشعر بالاختناق.. الأكسجين يتلاشى، ويداي ترتعشان، والغرفة تدور بي.. لو أنه الموت فإني أود أن أقول لك.. لكم تمنيت العيش مرتاح البال، رائقًا لكني لم أرَ ذلك.. لن يجدي الكلام نفعاً الآن.. وداعاً صديقي اللاوجودي
                                                                                    
Rana Ahmed

0 التعليقات:

إرسال تعليق