Some students will change the world

الجمعة، 7 يونيو 2019

النظرية والواقع



النظرية تختلف كثيراً عن الواقع وتطبيقها ، فكم من نظريات أخذت مجرى في عقول الناس لكنها لبثت هناك في ركن مظلم ولم تخرج إلى الواقع .
والإسلام عندما خرج إلى النور أول مرةٍ تتبع نهجاً قويماً في تثبيت العقيدة في النفوس فكان تطبيقياً أكثر ما كان نظرياً ، فكانت الآيات تنزل متفرقات وكل آية تنزل يترسب حكمها وما ترمي إليه في نفوس المسلمين .
فكان للمسلمين منهجاً وعقيدة تثبت في نفوسهم قبل أن تكون في عقلهم نظريات يتهافتون على مداولتها والجدال فيها مثلما يحدث في علم التوحيد من مجادلات ، رغم أن التوحيد هو القاعدة التي لابد أن تطبق على السلوك والوجدان والنفس أكثر مما تطبق في العقل على هيئة نظريات وحجج
وهذا يبين الاختلاف بين الأطوار الأولى للإسلام في النفوس وما بدأ يحدث في عصرنا هذا من الابتعاد عن التطبيق والعمل بالإسلام إلى الأخذ بالأحكام النظرية منه.
وتعرض المسلمون الأوائل أول ما تعرضوا إلى التكوين إلالاهي بعقيدة"لا إله إلا الله " قبل السير على أي أحكام ومعاملات ، فقد لبثوا سنيناً يؤدبهم الله بتعاليمه ويصقل عقيدتهم من أدران الجاهلية وفسادها ، وبعدها بدأت آيات الأحكام تترى عندما وُجدت للمسلمين دولة يقيموا بها ويواجهوا أعداءهم منها ..
مما مضى يتضح أن ما يحدث في واقعنا المعاصر من اتباع لبعض المعاملات والتمسك بها أكثر من التمسك بأسس العقيدة الإسلامية ، والمواجهة على بعض الأمور وقلة الإلتفات إلى مبدأ التوحيد على سبيل المثال وتبرئة العقيدة مما يحيطها من شكوك العصر ، سوء المأخذ على المسلمين ، وانشغالهم عن الطريق الأمثل اللازم اتباعه لتحقيق الغاية القصوى من الإسلام وهي التكوين في النفس والتخمر فيها وظهور أثره على الأفعال وعلى مظاهر الناس من الخارج قبل أن يظهر كبعض الأفكار والنظريات في عقولهم ، والإهتمام بما هو أجدى وأنفع للمسلمين ..
في النهاية أقول أن النظرية في العقول كالبذرة التي تنتظر بعض الماء والتربة المناسبة ، لا أهمية لوجودها إذا لم يوجد غيرها من العوامل ، والتطبيق لهذه النظرية هو الغاية المرتجاة التي لا تماثلها غاية .
  
أحمد صلاح                                                                                  

هناك تعليق واحد: