Some students will change the world

الجمعة، 14 يونيو 2019

بنيتي العزيزة


بنيتي... أودك أن تعلمي جوهرة، ألا وهي جوهرة الأمومة، فلا يأتي على ظنك أنها: حمل جنين لتسعة أشهر، ثم وضعه، وإرضاعه، ثم حمل لقب أم، وتوفير له طعاماً و شراباً ومالاً وما يشتهيه. هذه والله ليست أمومة كاملة، هذا ما يقابل ذرة منها!. فما تكون الأمومة إذن إذ لم يتخللها الحنان والحب في المقام الأول؟!.. قد تجدي سيدة فقيرة لا تملك إلا قوت يومها، ولا تستطيع توفير كل ما تشتهيه الغرائز البهيمية، لكنها تملك كنز: الحب والحنان، تعرف كيف تجعل أبناءها ينادنوها بلقب أم خارج من قلوبهم. كيف تجعلهم يتحدثون عنها بكلمات بسيطة تحمل بين طياتها حب. فما أشقى الإنسي إذ لم يجد حنانًا وقلبًا مأوى. بنيتي.. إن أتيتي وكبرتِ لن أصرخ في وجهك لترتيب الغرفة أو جلي الأطباق، لن أصيح أنك ستكونين امرأة وعليك بالتدريب لتوفري سبل الراحة لزوجك، لن أصيح في وجهك لكوني أريد الصياح أو لكون الضيق يجثم بصدري وأود إبراحه، فأخرجه على قلبك المسكين، لن أتتبعك كالظل لأرى إذ كنتِ تعبثين أم لا، إن كنتِ تذهبين لدروسك أم تنفقين الأموال فيما لا يرضي الله، لن أعبث بهاتفك وأتهمك إتهامات باطلة، لن أتفاخر أمام الأمهات الأخريات عند زواجك أني صنعتُ بنتًا وأني أم. بنيتي... لا دعيني أقول صديقتي، لنتشارك في كل شيء، لنتداول أسرارنا، لنضحك، لنمرح، لنرقص، لنطهي الحلوى، ونخرج. لنفعل كل شيء سوياً.. لنصبح كيانًا واحدًا: قلبًا وروحًا وجسدًا. لنتبع الصراط السوي، لنحب الله، ونتقيه في أفعالنا، ويكن حرصنا على عدم إغضابه أمام عيونينا، لنفعل ما يجب على المؤمنات فعله. بنيتي.. تعلمين أني أحبك كثيرًا، أكثر مما أحب في تلك الحياة، تعلمين أن نصفًا مني يريد الموت، والآخر متمسك ليراك، لا أريد أن أكبر، لا أريد أن أتعب أكثر من ذلك، ظهري ضعيف ولا يستطيع تحمل أكثر، لكني لأجلك أحتمل.. بنيتي.. أتعملين كيف سأربيك؟!.. كيف سأجعلك فتاة يافعة ذات نفس طاهرة، وقلب محب للجميع؟! سأهبك نفسي، وقلبي، وكلي، سنتوحد معاً، نفسر كل شيءٍ سوياً، نستخلص معاً الصالح من الطالح، والمحسن من المسيئ.. ونتبع الخير، ونبتعد عن السيئ. سنحفظ معاً القرآن الكريم، وكذلك الأحاديث النبوية، ونقرأ في السير، سنذهب إلى دور أيتام ونلعب مع الأطفال، هم أصدقاء مخلصين، لن ننظر لهم نظرة المتكبر، هم مثلنا لا اختلاف.. سأعطيهم حناناً أيضًا.. سأكون لهم أماً. بنيتي العزيزه بنيتي... لن أعمل من أجلك، سأنفق كل وقتي لك، سأنمي لك مواهبك قدر الإمكان، ستكونين ناجحة بلا شك.. واثقة من ذلك. ستكونين أماً ذات قلبٍ رحب للجميع، ستكونين أماً تعرف كيف تتعامل مع أبنائها، كيف تحبهم، وكيف تجعلهم خيرين. واثقة من ذلك.. أتعلمي... لم أجد حناناً، لا أتذكر متى التقيته!.. لكني سأجعله محيطاً بك، أدعو الله أن يمد في عمري أكثر، لأراك، لا لشيء آخر. إني أحبك.. Rana Ahmed Shorrab

هناك تعليق واحد: