مَلَكُوا زِمَامَ الاغْراء !

 في عَصْرٍ عجيب تَوَسَّدَتْهُ الشهوات وتَمَكَّنَتْ منه كل أنواع الغِواية وكل أنواع الفساد ..في عصر التحضر وفي عصر الدنو ، الذي اذا ارتفع ففي المادة وإذا انحط ففي الروح ..الذي يقيس كل شىء بمقدار لذته لا يصنع حساباً لما بعد الحاضر ..ولا يعبأ بما يكون في المستقبل ..الذي يتحارب فيه الكِبار الذي يُعرف عنهم النضج والرزانة على نشر فضيحة وترويج اغراء لسيدة ما ..اللذين إذا رأوا اي اغراءٍ سقطت قلوبهم وعقولهم تحت أقدامهم وانْحدرت إلى وهدة الحيوانية والمادية النجسة ..الذين يلعقون الشهوات ويرضعون من ثدى القبح ..الأقوام الضالة التي تفسد أطفالاً وشباباً قد يغيروا التاريخ ..هؤلاء هم شياطين الإنس الذين يسابقوا الشيطان الحقيقي في كفره وفسوقه ، يريدون للشمس أن تغرب وللقمر أن ينفطر وللحق أن ينجلي ..نراهم كل حين منتشرين كتراب الأرض لا أهمية لهم في المجتمع ، ولا ينهضون بشىء ما ..لقد أغضبونا وأيم الله . فهو عصر الانترنت العجيب ، عصر الغواية الكبرى ، بكبسة زر تلتحم بصنوف الشهوات وتأتي لك الذنوب سِراعاً ..قديماً كانت نظرةً أولى لك والأخرى عليك وهذا القانون النبوي حقيقي حتى في هذا العصر ..لكن كيف والنظرات اختلفت ومن نظر مرة ينظر ثانية وثالثة وعاشرة ..لا رادع ، لا مانع من فعل تلك الرذائل ..ومن بنفسه ضعف فمسلم لكلِّ الرذائل مباشرةً لا حجاب ، لا درع يقيه ..وعلى من علموهم وِزر تربيةٍ ناقصة وعلى بيئة ومدرسة ومجتمع وِزرهم ..فأين الكماة الذين إذا حُورِبوا حاربوا وإذا انكسروا صبروا ..نحتاج إليهم في عصر الغواية ، يعلمونا شيئاً يسيراً يوقفنا متصدين لكل الاغراءات ويظهروا المعنى الحقيقي للقدوة ..
النساء تلعب دوراً كبيراً في الاغراء فلمحةٌ تجلب رجلاً وكلمةٍ تسرق قلباً وغمزةٍ توقع بلداً ..لقد ملكوا أزمة الاغراء ولا ينافسهم فيها مخلوق ..إنا لنراهم يتزينون زيادة عن اللازم لا ليظهروا جمالهم الموجود بل ليوقعوا القلوب المختبئة في الصدور ..فما ضير بعض التأنق ! لا مشكلة ..لكن الغواية الكبرى والمبالغة موضع النظر الآن فهي شِراكٌ لمن كان له قلب أو ألقى السمعَ وهو شهيد ..

Ahmed Salah