عصر التكنولوجيا العجيب ! عصر الابتعاد والاقتراب ..عصر التسهيل والتصعيب ..في سابقه من العصور كنا نأخذ شهوراً في قطع المسافات وساعاتٍ في الحِلِّ والترحال ..الآن الشهور ساعات والساعات دقائق ! وما أعجبه من عصر ...هل قد ظلمنا أننا جئنا في عصر التكنولوجيا ؟ لا أعلم حقيقة سبباً مقنع أننا قد ظُلِمنا لكن قولي أننا ظلمنا أنفسنا في هذا العصر ..إن التكنولوجيا هي سمة هذا العصر بكل فروعها وبكل تحدياتها المتخذة كالذكاء الاصطناعي ..التي يتوقع الكثير من الكتاب والمفكرين أن المستقبل لن يكون لنا ..بل للروبوتات هل وصل الأمر من تقدم التكنولوجيا أن ننهي أفعال البشر وندعي التحكم فيها بشىء كالتكنولوجيا ..نعم وصل الحال وهذا دليل على أن التكنولوجيا سمة هذا العصر ..لم يتخل البشر عن كثير من سيئاتهم وأفعالهم السيئة عند مجىء التكنولوجيا بل فتحوا فيها مصادر لها ..فالانترنت مثلاً لم يكن عالماً للرذيلة والاتجار بالفتيات وكل الأفعال الوضيعة ..ومؤسسه لم يضع في ذهنه أن الامر سيصل لهذا ..كان من الجدير به أن يحسب حساب ذلك ، لأن الانسان دائماً ما تحركه شهواته وأينما حل في صفحة بيضاء رأينا سواده فيها ..إذا لا شك أن الإنسان لن يتوقف عن فعل السيئات وأي فتح قادم في التكنولوجيا سيكون مصحوباً بفتح في باب السيئات ..أمر آخر أن مع الفتح العلمي في الكتنولوجيا والتسهيل العجيب في أمر التعليم والتعلُّم لازال هناك أقوام يتاجرون بالعلم ويجمعون المال منه ، لا أقصد أن الأمر مشين لكن أصبح بلا أهمية مقارنة بوضع الانترنت الحالي وما وصل كمّ المعلومات والفائدة فيه ..والانسان كائن عجيب متقلب لا يشعر بالاستقرار في مكان ما اطلاقاً ، حتى الأرض مستقره الحالي أحس أنها لا تؤويه وما يؤكد هذا الأمر كل تلك المشاعر والأحاسيس التي تجسد شعور البعد عن الوطن وهم في جوف الأوطان وفي باطنها ..لا أقول وطن من الأوطان لكن أقول الوطن الأم الأرض ..يبحثون عن كواكب أخرى فيها حياة ، يريدون شيئاً جديداً هم متقلبون يحسون بالشىء مساءً ويفقدون الاحساس به صباحاً . ثبوت هذا الشعر مشكوك فيه لكن البشر عادتهم التقلب ..قد نذهب ونجىء ونرجع ونرى كواكب ومجرات وذلك لأن سِمَةُ هذا العصر التي هي التكنولوجيا قد سوَّلَتْ لنا الشعور بالغربة والدأب على محاولة الفرار ..من كل شىء من الألم والوحدة والفراغ والضجر والسعادة !كان فتح التكنولوجيا غريباً وعجيباً إذ حوَّل اهتمامات واتجاهات ، وأخذ كل العالم يُنَظِّمُ حاله ليَتَّسِقَ مع رَكْبِ التكنولوجيا ..وباتوا في حيرة من أمرهم إذ أن التكنولوجيا لم تَعْدُ عن كونها سمة فقط ..بل قد كوَّنت شبحاً وكائناً يحيا بداخل شخوص هذا العصر ، تخبئهم التكنولوجيا وتضطرهم إلى الابتعاد والابتعاد ، عن عالم حافل يموج بالحياة إلى عالم تقوم فيه الحياة بدور ساقي الخمور وتكون المدامة هي التكنولوجيا وإن سهلت الكثير لكنه تعقيد التعقيد !
أحمد صلاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق