Some students will change the world

الجمعة، 19 أبريل 2019

سئمت نفسي


سئمت نفسي وسئمت الحياة وسئمت أكثر وجودي بها فلم أعيش؟! لا أحد يشعر بي.. منحتهم نفسيَّ ومنحوني الجفاء والبعاد.. فلم أعيش؟! أفتقد لأذن تسمع وترفق بي.. أنا إذ حدثتكم عن حزني هل تشعرون بي؟! وإن أفضتُ لكم عمَّا يكمن بصدي هل تترفقون بي؟! أنا إذ أردتُ الحياة هل أجد مكانًا لي؟! و إن أردت أصدقاء أخلاء هل أجد خليلًا لي؟! فلم أعيش؟! أللتجربة؟!.. أم لكون القدر يقول لي: "تعذب أكثر فالحياة جاءت لتشمت فيك" تمنيتُ الموتَ ولكن علق القدر أمنيتي على شماعة المنفى وكأنه يقول لي: "لا تحلم بما تريد"!. يحسدني الجميع على حياتي الثرية.. ولكن هل أجد أحدًا يملك نصف ما أعانيه؟! رتقتُ روحيَّ بشرشفٍ من العزاء علها تتقبل وجودها بالحياة! لكنها نفرت وابتعدت فكيف تُرتق روحٌ وهبت نفسها للآخرين؟ و لم تجنِ سوى هجر وتمزق بالوتين! فلم أعيش؟! سألتُ مارًا: ماذا أفعل لأكون مرئياً لكم؟! فقال: لا تفعل، فلا أحد سيهتم! فانزويت في نفسي ألملم شذراتها.. شذرة مع شذرة.. لكني جسدتني "رجل منكسر" فهربت من الشيء إلى اللاشيء لكني لم أجد اختلافًا مكانيًا! فسألت نفسي يا نفسي النائية القريبة: هل كلما ذهبت إلى مكان لازمني العدم؟! أم أن لقائي به محض صدفة! فقالت :لا تحلم بشيء كبير! فالعدم رفيق التعساء! العدم قرين البؤساء! فلا تظن يوماً أنه سيبرحك!. فسألت ظلي: هل لو عشت مع عازف ناي يعزف ألمي! أو عشت مع بوم كلما نأج جسدني! سأضحى مرئيا ويسمعني الآخرين؟! فرد: أنسيت أن الصم لازم الجميع؟ تمنيت يوماً لو كنت أعيش مع أناس يشعرون بآلام المستنزفين! لكني سخرت إذ أن الأناس يملكون قلباً من حديد! حاولتُ البحث عن قريب لي عله يرفق بي! لكني تذكرت طيف محبوبة هجرتني لفقري في النسيب! وغناي الكئيب! ثم صفعتني أناي عندما تخيلتها خصلتان - نحن- ما اجتدلا ليتعانقا! بل نمت إحداهما وتلفت الأخرى! حاولتُ بعثرةَ فكري وتذكر شيئًا آخرًا لكني لمحتُ عند المدى طيفَ محبوبةٍ تتوج بإكليل من رجلٍ كان يومًا صديقٍ لي! فركضت وركضت محاولة الهروب من أفكاري! لعل ذكرى حبيبة غادرت تسقط وذكرى لقرين خان تتضحمل!. ولكن أبى القدر قبول رغبتي! فصرخت وصرخ معي صداي : "كم أنا تعيس يا أنا! كلما تمنيتُ شيئاً حال القدر بيني وبينه! هنا في قلبي ندوب وفي روحي شروخ فهل من أحدٍ يشعر بي؟! ثم خررت على الأرض: كم أنا متعبٌ يا أنا! سنيني العجاف تضيق بي ذرعاً تخنقني.. تقول "أفنيتني في العدم"! صوت حبيبة يتردد حولي "أعجز عن قبول حب مكلل بالكآبة" أشتاقها! جسدي يفتقد ظله! صوت صديق خافت يحوم حول أذني: "لا تحزن!، سأبقى معك مدى الحياة"! وذكرى خيانته سادت! كم أنا تعيسٌ يا أنا!. جعلت من شخصٍ خليل لي! لكنه خانني بدمٍ بارد! حاولتُ مواجهة ذاك العالم بقوة معتمدًا على ظلي وأناي! ولكن هرب مني ظلي وتوارت أناي خلف الأشجار! فسخرت إذ أن نفسي أصبحت حثالةً كما الجميع! تمنيت يوما لو لم أكن شريداً! يبحث عن الحنين! فربما تمنيت لو سألني القدر عمَّا أريد أن أكون ربما تمنيت أن أكون يتيماً يبيع الياسمين فأجني نقوداً بنكهة الحنين لكني تذكرت أن اليتيم شريد! فتمنيت لو كنتُ طيراً فأحلق في الأجواء حراً لكني أيضا تذكرت أن الطير شريد! فقلت ربما لو تمنيت حياة بسيطة كحياة القط! فعبثاً تذكرت أن أصل القط شريد! فقلت ماذا لو كنت عجوزاً يجني اهتمامًا من الآخرين؟! لكني تذكرت أن العجوز غدا شريدًا! فسألت نفسي: هل أنا موصوم على جبيني التشريد أم مختوم على روحي التعذيب؟!. لكني لم أجد جوابًا! فسألت انعكاسي أمام مرآة العدم!: متى تبتسم يا انعكاسي؟! فقال: حين أرى نفسي محمولة على كتف صديق يبتسم ويهلل لرحيلي!!. فما أنا بالنسبة له سوى "بنكٌ يأخذ منه خلسة وقتما يريد"! خلتُ أني شيطان رجيم ليحدث لي هكذا! فبدأت أفتش عن هويتي! لكني لم أجد لها أثرًا تجردتُ من نفسي علني أعرف نفسي! لكني لم أصل إليها! شربتُ علم الفراسة وتتبعت حركاتي واشاراتي لكني أيضًا لم أصل إليها! سألني طفل فقير عمَّن أكون! فقلت: لا أعلم، فقط ما أعلمه أن عقارب القدر عُكِست وجعلت حياتي مملة سوداء!. وسألني مار: هل المال يجعل صاحبه تعيسًا؟! فقلتُ: تمنيتُ أن أرى ما خلف مدى يخفي خائنين، فهل استطاع المال تلبية رغبتي؟! فتركني وذهب متعجبًا! فقلتُ لذاتي: لا بأس فليس كل الأناس يملكون عقلًا حكيمًا!. وأبصر مسنٌ غشاء عينيَّ يكسوه أنينًا، فقال: ماذا بك؟! فقلتُ: حالي كحال عصفور صغير، خرج من البيضة وحيدًا، وظل!.. فأخذ يئن بصمتِ مسن كسير، لعل ملك الموت يسمعه ويرفق به!. وتركني هو الأخر وذهب متعجبًا!. فتجردت ذاتي من أناي وقالت: ماذا لو ذهب كل منا لحال سبيله وفتش عن هويته ؟! فقلتُ: فقدتُ هويتي في معمعة عائلية، وعندما فتشتُ عنها لم أجد لها أثرًا. فعادت ذاتي أدراجها داخلي. وتذكرتُ يومًا سألني فيه شخضٌ عن حياتي الشخصية! لكني تركته دون إجابة مشفية.. وهأنذا أصرخ مجيبًا في الطرقات: حياتي عبارة عن كأس من النبيذ ومع كل رشفة موت جديد وكل تنهيدة احتضار أليم.. فهل من أحد هنا يشعر بي؟! فأجابني مار: بداخلك لحن كسير، فابحث عن محبوبة تجعله لحنًا سعيد. فضحكتُ ساخرًا: وأين لي بمحبوبة!. فردَّ: افتح قلبك وستجد طارقةً عمَّا قريب!. فتركتهم وذهبتُ مسرعًا إلى أعلى منزلي، وصرختُ: الموت!!.. أريد الموت.. إن لم تأتِ فسآتيك أنا!!. سأعدُ لثلاث، إن لم تأتِ سآتيك أنا! واحد "وخزني صديق وخزة نجلاء بعدما سرق ما استطاع حمله من مال و هرب" اثنان " هجرني نصفي الآخر بدماء باردة، و ترك جزءا يتألم من الفراق " ثلاث " عانيتُ و استنزفتُ و لم أجد يدًا تربت على كتفي". قبل أن أسقط سأقول لكم شيئا: "كونوا كما ولدتم انقياء لا تخضبوا روحكم بدماء فاسدة لا تسلموا قلوبكم لأحد فلا أحد يستحق ملك قلوبكم! اتقنوا اختيار من تحبوا اتقنوا وابتعدوا عن تمني العوالي! ولا تحلموا كونوا واقعيين حتى لا تعلق أحلامكم على مقصلة الموت وتصبحوا كأنا!. أحبوا أنفسكم وابعدوها عن الحزن احبوها واستمتعوا بحياتكم ولا تفنوها في العدم. " ثم هويتُ و هويت معي آلامي! وذكرى لطفل صغير سادت وقت احتضاري قد كان يبكي دماءًا، ويقول : " رحلت حالي يا حالي" . ثم انقطعت الأصوات و سادت العتمة


Rana Ahmed

0 التعليقات:

إرسال تعليق